كون روريا
بذور روريا: بداية الكون المجهول
سقوط الألواح السماوية:
منذ زمن بعيد، قبل أن تُسجل العصور وتُدون الأيام، تساقطت أمطار من الشهب على الأراضي الواقعه بين النجوم، كرسائل من كون مجهول. حملت تلك الشهب أسرارًا وأحلامًا، وأسطورة عن عالم غامض يدعى 'روريا'، عالمٌ تتلاطم فيه الأبعاد وتتسابق فيه النجوم، حيث تنبثق الحياة من بذور الفوضى، وتنمو الحكايات في ظل الآراضي العظيمة.
خلال ذلك الوقت، كشفت السماء عن ألواحها السماوية، لتروي حكايات متعددة عن الكون 'روريا'، عن كونٍ وُلد من رحم الفوضى، واستقام على أنظمة النعم المجيدة، متراميًا بين فوضويته وجماله الساحر. فحتى من الفوضى، يمكن للجمال أن يولد.
وبحسب ما ورد في أحد هذه الألواح السماوية، قيل إن هذا الكون الفوضوي والبديع وُلد من خلال خمس نِعَم على وجه التحديد. أزهرت هذه النعم الخمس في أرجاء روريا بجمالها الفاتن، تاركة آثارها في أرجاء الكون. ومع ذلك، لم يُحدد اللوح السماوي النعم الخمس كمبتكر للكون، وظلت تلك النعم مجهولة حتى يومنا هذا.
ما الذي تخفيه هذه النعم الخمس عن أصلها الحقيقي؟ وما العلاقة بين هذا الجمال الغامض والفوضى التي نشأت منها؟ هل كانت هذه النعم سببًا أو نتيجةً لمصدر أعظم؟ من أين جاءت تلك الألواح السماوية، وما الذي يجعلها تحمل أسرار الكون؟ وهل كان هناك شخص أو كيان يقف وراءها ليُخفي الحقيقة؟ وهل سنكتشف يومًا هوية هذا الصانع أو سبب اختفائه؟
قد تكون هذه النعم جزءًا من خطةٍ لم تُكشَف بعد، أو ربما تكون بقايا من شيءٍ أقدم وأكثر تعقيدًا مما يمكن للعقل استيعابه. وما الذي يجعل هذه النعم تستمر في التأثير على روريا بينما يبقى مصدرها غامضًا؟
الحضارة العتيقة آروسينكار:
أثناء التنقيب عن بقية هذه الألواح المنتشرة في بقاع مختلفة من الأراضي الواقعة بين النجوم، تمكنا من اكتشاف المزيد من الأمور الغامضة؛ أمور أثبتت أن ما كان يُعتقد سابقًا أنه مجرد ألواح سماوية لم يكن سوى بقايا حضارة قديمة بين النجوم. هذه الحضارة كانت متقدمة للغاية، وغامضة إلى حد بعيد.
بالإضافة إلى الألواح السماوية، وُجدت أيضًا أنقاض غامضة رافقتها. كانت تلك الأنقاض تحمل طابعًا معماريًا عظيمًا، وبدا أنها كانت يومًا ما مدينة عظيمة. من خلال تلك الأنقاض، تعرفنا بشكل أعمق على ما يقبع خلف النجوم والسقف العظيم لهذا العالم.
كون ولد من رحم الفوضى:
تحدثت النصوص القديمة بلغة تُعرف بـ 'رامونيا'، وهي لغة معقدة من الصعب تعلمها وفهم قواعدها الغريبة. ومع ذلك، كانت تلك اللغة تحمل حقيقة الكون والنعم الخمسة. كانت النعم الخمس هي مصير الكون ومصدر ولادته وبزوغه، ولكل نعمة من تلك النعم الغامضة قوى وقوانين غير مفهومة.
الأصولية الكونية للنعم الخمسة:
نعمة الذهب كانت شرارة الإيمان، وقانونها هو اللمعان والإيمان الحتمي؛ هي تمثل القداسة والإيمان البدائي الذي يسري في أرجاء الكون. بينما كانت نعمة النجوم هي الشرارة الملتهبة التي تتجلى في الأجرام السماوية، وقانونها هو الجرم المحترق، وهي أساس الطاقة البدائية التي تضئ النجوم والسدم.
أما النعمة المظلمة، فهي تمثيل للعدم والظلام، وقانونها هو المساحة، وهي المصدر للظواهر غير الطبيعية مثل الثقوب السوداء، وتعبر عن العدم ومساحة الكون. نعمة الرُوث كانت بصيص الحياة، وقانونها هو الكمال والتوازن، وهي أساس الحياة للكيانات الكونية. بينما كانت نعمة الآروجماتا الأعظم تمثل الدمار والتكوين، وقانونها هو الخلود.
ومن بين هذه النعم الخمس، ظهرت نعمة سادسة تعرف بـ 'نعمة المندثرين'. كانت هذه النعمة تمثل الفوضى والشذوذ الكوني، وطاقتها كانت شاذة عن الأصول الكونية لروريا؛ تمثل كل ما هو غريب وغير متوقع في الكون، بما في ذلك يارونثيا، العالم الذي لا يخضع للقوانين الكونية الأخرى.
في النهاية، تُعرف هذه الطاقات الخمس (باستثناء نعمة المندثرين) بـ 'الأصولية الكونية الخمسة لروريا'
لغة رامونيا: كلمات القدماء
لقد كانت النصوص مبعثرة وغامضة في معانيها، وكان من الصعب جدًا فهم ماهية تلك النعم بالضبط. هل هي روح الكون أم جسده؟ وما تأثيراتها؟ وكيف ظهرت منذ البداية؟ هذه الأسئلة بقيت عالقة دون إجابة واضحة.
من خلال التنقيب في آثار 'آروسينكار' القديمة، تمكننا من العثور على بعض المخطوطات التي تم تدوينها بالذهب الأسود. كان هذا المعدن نادرًا للغاية وذو خواص فريدة، فما الغرض من استخدامه في الكتابة؟ إن ذلك يشير إلى مدى ثراء هذه الحضارة وغموضها.
كانت النصوص مكتوبة بلغة 'رامونيا' العرجاء، لغة تبدو غريبة للغاية، وكأن كل حرف يحمل معنىً خفيًا، وكل رمز يتكلم بلغة مختلفة. هل يمكن أن يكون هناك رمز أعمق في هذه اللغة؟ هل كانت تحوي أسرارًا لم نفهمها بعد؟ كان محتوى المخطوطات أشبه برسائل متبادلة بين علماء أو ربما دراسات قديمة، لكن هل يمكن أن تكون تلك الرسائل مجرد أجزاء من لغز أكبر؟
ورغم غموض تلك النصوص، كانت هناك نقطة تكررت عدة مرات، وهي 'الوريد'. ذُكر هذا الاسم مرات عديدة في المخطوطات المذهبة، فما هو هذا الوريد؟ وما دوره في أساس الكون؟ هل هو مجرد رمز أم شيء حقيقي؟ وكيف يتصل بالنعم الخمسة؟ يبدو وكأنه المفتاح الذي يُخفي سرًا عظيمًا.
كما اكتُشف أن 'الآروجماتا' كانت تمثل جوهر الكون، جوهرًا انبثق منه النعم الأربعة الأخرى. فهل يمكن أن تكون الآروجماتا هي المحور الذي تدور حوله جميع النعم؟ وهل هذا هو الجواب الذي نبحث عنه، أم أنه مجرد بداية لغز أعمق؟
في كل مرة نكتشف فيها حلاً، نواجه عشرة ألغاز جديدة. لكن مهما كانت الألغاز المتبقية في هذا العالم، فلن تكون أكثر تعقيدًا من هذه الألغاز الكونية. في كل مرة أتعلم شيئًا جديدًا، يشعر جسدي العجوز بنشوة لا توصف؛ كان اكتشاف أسرار الكون يجلب نشوة فريدة، حتى في آخر فترات حياتنا الفانية. قررنا دراسة تلك الأطلال المختلفة، ومن هذه الأطلال وُلدت معرفتنا الحالية عن الكون.
كان الكون مقسمًا إلى أجزاء فوضوية للغاية، وبحسب ما ورد، كانت 'روريا' عبارة عن فوضى تغوص في لب النظام. كيف يمكن للفوضى والنظام أن يتعايشا؟ كان الحفاظ على تلك الفوضى ضمن نظام يُعرف بـ'الأصول الخمسة' أمرًا مثيرًا للإعجاب بحد ذاته. إذا كان هذا النظام وُلد من تلك النعم العظيمة، فهل هذا يعني أن الفوضى هي جزء لا يتجزأ من النظام نفسه؟
كل نعمة من النعم الخمس حافظت على مبدأ وقانون خاص بها. رغم التضاد والتعارض بين بعضها، إلا أنها رسمت خطوطًا متشابكة، وكأنها أشبه باللانهاية؛ تتداخل الأنظمة والخطوط بشكل فوضوي، لكن لكل منها مسارًا محددًا ومنفصلًا عن الآخر. كيف يمكن للفوضى أن تكون جزءًا من هذه الدقة المتناهية؟
وكان الكون أكثر إثارة للإعجاب من خلال المحادثات المحفوظة بين القوم القدماء للنجوم والمدعو 'آرو'. يبدو أن الأخير كان أشبه بحاكم لهذه الأطلال، لكن من هو آرو حقًا؟ وعلى الرغم من عدم وجود تصور لمظهره، فإن غموضه يجعله عديم الشكل، وكأن هذا الحاكم كان فوق التصور والفهم البشري.
بعض المحادثات المدونة أثبتت أن آرو كان كيانًا ذو قوة مهيبة في روريا. ذُكرت أماكن شهيرة في روريا بتفاصيلها الغامضة، وكان أكثرها غموضًا تلك التي وصفها آرو بأنها 'براري النعم المفقودة'. ما هي تلك النعم؟ وكيف فقدت؟ هل كانت ذات يوم جزءًا من الأصول الكونية، أم أنها تشكلت بطرق لم تُكتشف بعد؟
كون روريا الشاسع لا يزال مجهولاً:
كما ذكرت المحادثات وجود العديد من الأماكن الغريبة والغامضة الأخرى التي لا تزال تطرح تساؤلات عديدة حول ماهية هذا العالم الذي نعيش فيه. من أشهر هذه الأماكن: سُدُم الرماديين السبعة، ومكعبات العدم، وبقع الفوضى. ما هي طبيعة هذه السُدم؟ وهل تحمل أسرارًا خفية قد تغيّر فهمنا لهذا الكون؟ وماذا عن مكعبات العدم؟ هل هي بوابات إلى أماكن مجهولة أو ربما تمثل نقاطًا لانعدام الوجود؟
كان هناك أيضًا مهجع 'آرو' الشخصي، الذي يقع عند أعظم وريد، والذي أُطلق عليه اسم 'مرتع المجد' أو 'منبع الدموع'. لماذا كان هذا الوريد ذا أهمية خاصة لآرو؟ وما هو السر الكامن وراء تلك الأسماء المهيبة؟
كما توجد ثلاثة أماكن إضافية شهيرة وهي: 'يارونثيا'، العالم المتمرد، و'مهد النجوم الضبابية'، و'مهد النهود'، مكان ولادة اليانس والكريا. هذه الكيانات الغامضة لم يُذكر عنها الكثير، تمامًا مثل آرو. من هم اليانس والكريا؟ وما هو دورهم الحقيقي في هذا الكون؟ هل كان لمهد النهود دور حاسم في تشكيل مصيرهم أو في تحديد طبيعة هذا الكون؟ كل هذه التساؤلات تتركنا أمام ألغاز معقدة لم تُكشف بعد، مما يزيد من غموض هذا العالم وجاذبيته.
أساطير ولادة الكون:
حتى مع كل هذه الألغاز غير المكتملة، تمكنا من تركيب هذه الأحاجي لتكوين قصة هذا الكون الخلاب. كانت هذه القصة معقدة ومليئة بالغموض، لكنها سمحت لنا بفهم جزء من الحقيقة المخفية خلف هذه الأساطير.
أساطير خلق روريا:
يُقال إن الكون بدأ من بذرة، تلك البذرة جاءت من العدم. لكننا نعلم بالفعل أن روريا متصلة بطريقة ما ببُعد مغاير مرتبط بالوريد. لكن ما هو هذا البُعد؟ وكيف يعمل؟ لا أحد يعلم. هل يمكن أن تكون تلك البذرة حقًا قد جاءت من ذلك الوريد منذ بداية الكون، قبل أن يتكون أي شيء؟
تُروى الأساطير أن تلك البذرة احتوت على قوة مهولة وغير مفهومة بالنسبة لنا، شيئًا يتجاوز كل المفاهيم الكونية والإدراكية. لكن تلك البذرة لم تفعل شيئًا؛ كانت تتجول في العدم، بلا هدف، بلا حركة واضحة. هل كانت تنتظر حدثًا ما؟ فرصة معينة؟ رغم مرور الزمن، لم يحدث شيء للبذرة، وظلت كما هي، غارقة في العدم لفترة طويلة لا يمكن لعقولنا الصغيرة استيعابها.
لكن، في لحظة ما، وبعد انتظار طويل، يبدو أن البذرة قد حققت غايتها. فكيف حدث ذلك؟ وماذا تغير؟ في تلك اللحظة، دخل شيء آخر إلى العدم، شيء يُسمى بـ'النعمة المجهولة'. هل كان هذا الحدث محض صدفة أم كان مخططًا منذ الأزل؟ تلك النعمة تغلغلت إلى جوف البذرة، متسببة بفوضى وتشقق قشرتها الخارجية. لماذا كانت النعمة هي المحفز؟ وهل كان يجب أن يحدث هذا التفاعل؟
التشقق الذي حدث أطلق هيجانًا، تبعه انفجار عظيم اهتز له الكون بأسره، ومن هذا الانفجار وُلدت النعمة المطلقة 'آرو'. ومن خلال 'آرو' وُلدت النعم الأربعة الأخرى، التي شكلت النظام الأصولي للكون، وتكوّن على إثرها كون روريا كما نعرفه اليوم.
لكن ما الذي يعنيه هذا حقًا؟ هل كان 'آرو' البداية أم مجرد جزء من خطة أكبر وأعمق؟ وهل كانت النعم الأربعة مكونات لشيء أكثر تعقيدًا، لا نزال لا نفهمه بالكامل؟ لا يزال هناك الكثير من الحكايات المخفية التي تنتظر من يكتشفها في أطلال الحضارات القديمة، وما الذي تحمله هذه الأطلال من أسرار جديدة؟
الخاتمه:
تم التدوين بواسطة: الظل الأسود