غودغياث: تاريخ يآرونثيا البدائي
الجزء الأول: البداية والصراع البدائي الأبدي
في العصور البدائية لعالم يآرونثيا، لم يكن هناك سوى عالم صخري فارغ من الحياة. في هذا العالم البدائي، كانت دمعة آرو هي الحياة الوحيدة والمصدر الأساسي للعالم. دمعة آرو هي كريستالة مصنوعة من دموع آرو، وتحمل في داخلها الحياة وأسرار العالم بأسره. من هذه الدمعة نشأ كيانان منفصلان، غودهاكوث الأبدية وبرونوغياث السرمدي.
غودهاكوث الأبدية كانت تمثل الظلام وشرور العالم، بينما برونوغياث السرمدي كان يمثل النور وخير العالم. خرج هذان الكيانان بأجساد شبه مادية تُدعى "الأجساد السديمية"، وهي عبارة عن نَكتٌ غُبَرِ سَدِيمِيَّةٌ مُتَنَاثِرَةٌ خارجة من رتاج الدمعة الغامضة. كانت هذه الأجساد السديمية المظلمة السوداء والمضيئة البيضاء، تحمل دماءً أثيرية تُعرف بدم هاك الظلامي ودم برون الساطع.
بمجرد ولادتهما، بدأ الكيانان في القتال والتصادم بلا سبب واضح، ربما بسبب طبيعتهما المتضادة. لم يكن لديهما مفهوم للخير أو الشر في تلك المرحلة البدائية. استمر صراعهما لعدد غير معلوم من الأعوام والقرون الطويلة، وفي كل مرة يتصادمان فيها، كانت دمائهما تتناثر في أرجاء يآرونثيا، مما أدى إلى دورة مستمرة من الدمار والتجدد.
خلال العصر البدائي (عصر كوغيث الأول)، استمرت هذه الحالة من الصراع والدمار لفترة طويلة. لكن مع مرور الوقت، تطور غودهاكوث ( غود ) و برونوغياث ( غياث ) تدريجياً وبدأا يفهمان ماهية بعضهما البعض. اتخذ كل منهما جسداً مادياً خاصاً به: غودهاكوث اتخذت جسد امرأة ظلامية ذات حضور عظيم ومقيت، بينما اتخذ برونوغياث جسد رجل مضيء ذو حضور هادئ ولطيف.
الجزء الثاني: التوحد والزواج وبداية العصر الذهبي
بعد أعوام طويلة من الصراع، تقبل الكيانان بعضهما البعض وتوحدا. تزوجا في مراسم الزواج الأولى في تاريخ يآرونثيا، الأم المظلمة الأبدية و الأب الساطع السرمدي توج كل من غود وغياث كأول مخلوقات هذا العالم المفقر، مما أدى إلى بدء ( عصر كوغيث الثاني). خلال هذا العصر، بدأت الحياة في يآرونثيا تزدهر بشكل أكبر. أصبح غودهاكوث وبرونوغياث يهتمان بالعالم كأم وأب لجميع المخلوقات، محاولين التفاهم رغم الاختلافات الجوهرية بينهما.
بعد دهر من الزمن قرر الزوجان إنجاب أول أطفالهما، وولدت توائم الجراث و التي تجمع بين صفات التنين والبشرحيث لم يكن من المعروف كيف ولماذا إتخذ التوائم هذه الاشكال بالرغم من ذلك.
- جراثغود الظلامي: الابن، شبيه بالأم في الصفات المظلمة.
- جراثغياث الساطعة: الابنة، شبيهة بالأب في الصفات المضيئة.
- الملك السرمدي وأب الجميع: برونوغياث السرمدي.
- الملكة الخالدة وأم الجميع: غودهاكوث الأبدي.
- حامل الدم المظلم: جراثغود الظلامي.
- حاملة الدم المضيء: جراثغياث الساطعة.
الجزء الثالث: اللعنة والصراع الأزلي الذي يبدأ من جديد
في عصر الطمس و التدنيس (عصر دمار الكوغيث الثالث)، تعرضت العائلة الملكية للعنة غريبة لأسباب مجهولة. هذه اللعنة أدت إلى اندلاع صراع جديد بين أفراد العائلة. ذُكر أنهم تقاتلوا مرة أخرى على سلطة العالم بعد أن طغت الأم الأبدية، وذكر أن موت الأطفال حاملي الدم بسبب مجهول أدى إلى جنون الزوجين الملكيين ، وكل تلك الحكايات عن أساطير بداية الخلق كانت مجرد أوهام لا أساس لها من الصحه حيث لم يعش أي فرد في ذلك العصر ليروي الحكاية الحقيقية لما حدث و تم تأليف القصص و الاناشيد لتملأ هذا الفراغ في تاريخ العالم كأساطير لبداية الخلق أساطير للمخلوق المشوه المدعوغودغياث. حيث قيل أن غودهاكوث وبرونوغياث ضحوا بأجسادهما لإنقاذ أطفالهما، مما أدى إلى امتزاجهما في كيان بشري مرعب يُدعى غودغياث.
غودغياث كان كياناً كونيً مرعباً يمتلك جسد تنين عملاق بنصفين مختلفين من الظلام والنور، وستة أرجل، وذيلين، وظهر مليء بالمجسات والأشواك. كان لجسد التنين في الأعلى امتداد لرأسين تنينين (أبيض وأسود)، وبينهما جذع بشري مشوه بأربعة أذرع و وجهين مختلفين للظلام و النور الساقطين و الذين فقدى خلودهما و بريقهما السابق.
الجزء الرابع: الحرب المختومة ونهاية غودغياث
عندما نزلت الكيانات المقدسة، المعروفة اليانس والكريا، إلى يآرونثيا، لم يجدوا سوى الدمار والوحش المشوه غودغياث في إنتظارهم. بدأت حربهم العظيمة ضد غودغياث فوراً، مطلقين أبواق العصر الرابع (عصر الحرب المختومة). كان عدد الكريا واليانس بالألاف، بينما كان غودغياث واحداً.
استمرت الحرب لدهور وقرون طويلة. رغم خسائر اليانس والكريا في كل معركه يخوضنها، إلا أنهم استمروا في القتال بفضل خلودهم. في النهاية، هُزم غودغياث وتم لعنه وحظر الخلود على جسده المشوه. لكن بعض أعضائه بقيت خالدة، ومنها:
- 14 رحمًا
- 3 قلوب
- دماغ واحد
- 8 أعين
- 5 ألسنة
- 4 أنوف
- 10 آذان
- 4 أيادٍ
- 6 أقدام
قام اليانس والكريا بتحويل بعض هذه الأعضاء الخالدة إلى أدوات قابلة للاستخدام، بينما تم ختم الأعضاء الأخرى في أجزاء مختلفة في عالم يآرونثيا.
خاتمة
قصة غودهاكوث وبرونوغياث تمثل مزيجاً من الصراع والتحول الأبدي، بدءًا من كيانين متضادين نشآ من دمعة آرو،و مرورًا بصراعاتهما وتحولهما إلى زوجين متوحدين، ووصولاً إلى لعنتهم وتحولهما إلى الكيان المرعب غودغياث. هذه القصة تضيف عمقًا لعالم يآرونثيا، وتبرز أهمية التضحيات والصراعات في تشكيل تاريخه و ربما تشكل التاريخ المنسي لهذا العالم قبل البداية و لهذا سميتة.
تاريخ يآرونثيا المنسي : لعنة التضاد المشوهة
و هنا سأذكر بتفصيل أكبر شكل غودغياث المشوه لكي يتمكن القراء من تخيله بشكل حسن.
شكل غودغياث المشوه :
دون بواسطة : الظل الأسود