عالم يآرونثيا
الجذور الأصولية لعالم يآرونثيا:
بعيدًا في آفاق السراب لروريا الكونية، في جوف "مهد النجوم الضبابية"؛ تجول النجوم الساقطة التي تخلت عن أصولها الكونية وفقدت نعمة النجوم، عائمة في دوامة لا متناهية من الضباب. هنا تشكلت أول الأسس ليآرونثيا.
النجوم الساقطة، المنفية، والمنطفئة. تلقت هذه القبائل البدائية من النجوم نعمة "المندثرين" وعلى الرغم من القول بأنها نعمة، إلا أن النجوم الساقطة لم ترها سوى كلعنة شكلت أجسادهم النجمية على شكل بؤرة سوداء في قلب مهد النجوم.
كان تشكل البؤرة التي سميت فيما بعد "يآ" حاملاً للنعمة الساقطة. كانت مجرد حتمية من حتميات الجذور الأصولية لروريا؛ حيث إن من تخلت عنهم نعم النجوم مصيرهم إما الهلاك أو الاندثار كمندثرين. وهكذا تشكلت البؤرة النجمية الساقطة كعالم متمرد تخلى عن الأصولية الكونية.
يآرونثيا، هذا العالم الاستثنائي، قسم إلى ثلاثة أجزاء فريدة: يآ، رون، وثيا. كان كل جزء من الأجزاء الثلاثة مكملاً للآخر كتروس ساعة متشابكة الأسنان، يعمل كل ترس بإيقاع مختلف ولكن متوازن لتشكل أغنية هادئة ومتوازنة النغمات.
أركان يآرونثيا الثلاثة:
يآ: البؤرة الساقطة:
حين ترنو للسماء النجمية، لا تيأس. فحتى هذا السقف العظيم، كان يومًا ما نجمًا متساقطًا. مثل يآ السماء والسقف العظيم ليآرونثيا، حيث تراقص أحفاد النجوم الساقطة وزينوا هذه القبة العتماء بتلألئهم البهيج. كان يآ أكثر الأجزاء إبهارًا في يآرونثيا، حيث تراقصت النجوم في مدارات منفصلة عن أصولية الكون روريا، حيث أصبحت حرة بتضحية أسلافها الساقطين.
احتوى يآ على كل ما هو موجود بين سقف البؤرة الساقطة والأرض المسطحة العظيمة "رون"، فامتلأت بالنجوم والأجرام السماوية المختلفة كما تناثرت شظايا النجوم الساقطة في أرجائها، مكونة مهد الأحلام الساقط حول رون العظيمة.
رون: الأراضي المسطحة العظيمة:
حين تدرك أن الأرض مستوية، متجذرة وثابتة، يكون ذلك أول انهيار لمعتقداتك؛ فالأرض عائمة وإن بدت راسخة. النجوم عالية، لذا سميت مقدسة، لكنها دانية في ذات الوقت، ولهذا هي ساقطة. وكذلك سميت الأرض 'رون' لأنها في المنتصف.
كانت رون هي المنتصف في كل شيء؛ فإن كانت يآ جميلة ومبهرة كتاج من البتلات الزهرية، فرون هي ساق تلك الزهرة. مترسخة كجبل مقلوب وفاصلة ليآرونثيا لجزئين، هذه الأراضي المسطحة العظيمة كانت منبع لمعظم مخلوقات يآرونثيا وكانت الأساس الذي يطفو وسط بحر النجوم ودوامة الشظايا للنجوم المتساقطة "مهد الأحلام الساقط".
كانت رون متجذرة في يآرونثيا، فصائغها بعد كل شيء هو آرو بنفسه. لقد قيل إن آرو صنع رون بعد تشكل البؤرة الساقطة ستة و ثلاثين دورة ضبابية، حيث غمر آرو يآرونثيا بثلاثة أشياء: أنفاسه الضبابية التي شكلت يآ ومهد الأحلام الساقط لتصبح البؤرة قبة متلألئة بالنجوم وطاقة الآروجماتا، وكسر واحد من قرونه وأقره في منتصف مهد الأحلام لتشكل الأراضي المسطحة العظيمة الواقعة بين النجوم، وانسكبت دمعتان من عينيه لتمتزجا وتشكل جوهر العالم وقلب يآرونثيا النابض، دمعة آرو. وهكذا تشكل العالم البدائي يآرونثيا في عصور سبقت البداية بعد نهاية عصر النجوم.
ثيا: دمعة آرو:
الدموع المتساقطة دومًا تكون بذورًا للندم؛ حتى الصخور تستطيع أن تبكي. يُقال إن العالم قد أجش بالبكاء مرة واحدة فقط، وكانت تلك اللحظة كافية لتغيير هذا العالم بأسره.
في بدايات العصر البدائي ليآرونثيا، نزلت دموع العالم من السماء إلى الأراضي المسطحة العظيمة رون. كانت هناك دمعتان في المجمل: دمعة ظلامية أطلق عليها هاكوث، ودمعة مشعة أطلق عليها برونو. عندما اصطدمت هاتان الدمعتان في رون، امتزجتا مع بعضهما لتشكلان جرمًا سماويًا خلابًا عرف باسم دمعة آرو.
كانت هذه الدمعة هي لب العالم ومصدر كل شيء وأي شيء في يآرونثيا، حيث استقرت في المنتصف السفلي من رون لتحمل ذلك الجبل المقلوب على أعتاقها المتلألئة وتدعمه بطاقة الكون النقية الآروجماتا.
وهكذا استقر العالم في توازن تام بين يآ ورون وثيا، مكونًا يآرونثيا البدائية، الشكل الأقدم على الإطلاق لهذا العالم البديع والاستثنائي، ومن هنا بدأ كل شيء.
خلق يآرونثيا:
إذا كان هناك وقت لم يكن فيه شيء، فلن يوجد شيء على الإطلاق؛ فوجود هذا الكون ونظامه البديع يتطلب خالقًا حكيمًا. فكل أثر في الوجود يشير إلى نمط وتصميم دقيق يعكس إرادة خالقٍ عظيمٍ، ولا يمكن إلا أن يكون هذا التصميم شاهدًا على قدرته.
النجوم الساقطة هي من أسست موطئ القدم الأولى ليآرونثيا كعالم، لكن من دون تدخل آرو لم يكن لهذا العالم أن يتشكل أساسًا. آرو يمثل العالم والوهم ذاته، قوة مطلقة داخل جدان الوهم الرقيقة؛ فهو صائغ يآرونثيا الأعظم، يحوك العالم بأفكار الوهم كما يحيك الحائك خيوط النسيج الرقيق للقماش.
دور آرو إلثاريون:
آرو إلثاريون هو انعكاس لشخصيتي في العالم الخيالي. أنا وآرو هما وجهان لعملة واحدة؛ هو يمثلني في يآرونثيا، ويمثل رغباتي وأفكاري في هذا العالم الشبيه بالحلم. عندما أنغمس في يآرونثيا، يصبح آرو امتدادًا لنفسي، يعبر عن قدرتي على صياغة هذا العالم في باطن عقلي اللاواعي.
بصفتي مسلمًا، فإنني أؤمن بإله واحد خالق للكون (الله). لذلك، كان من المهم لي أن لا يتعارض هذا المعتقد مع عالمي الخيالي. آرو ليس إلهًا، بل هو تجسيد لرغبتي في الإبداع والتطوير. هو يمثل الجانب الإبداعي مني، ويساعدني في تنظيم الأفكار وتحويلها إلى طاقة آروجماتا وعالم وهمي، والتي تشكل أساس وجود يآرونثيا. الضباب النجمي المحيط بالعالم هو انعكاس لأنفاسه، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من هذا الكون الخيالي.
وتذكر دائمًا:
"الوهم والأحلام، وإن كانت خلائق من أنفسنا البشرية، فإن العقل هو من يخلق أحلامنا، والعقل ذاته هو من خلق الله تبارك وتعالى. فتبارك الله أحسن الخالقين، فهو مصدر كل فكرة، وكل خيال، وكل حقيقة."
ملامح يآرونثيا الأساسية وتغيراتها عبر العصور:
يآرونثيا هو عالم متغير الشكل وغير منظم، حيث تتغير أراضيه مع تقدم العصور المختلفة. في الزمن السحيق، عندما كان هناك كيان بشع وملعون يُدعى غودغياث، كان العالم عبارة عن قطعة أرض واحدة، وهي قارة عظيمة غير منفصلة.
في تلك الفترة الزمنية القديمة، كانت يآرونثيا عبارة عن قارة مترامية الأطراف، وكانت موطنًا لغودغياث، المخلوق الغريب والملعون الذي كان يسيطر على هذا العالم البدائي. شكل القارة في ذلك الوقت كان موحدًا ومترابطًا، مما سمح للحياة بالنمو والتطور في بيئة متناغمة ومتكاملة.
مع مرور الزمن، تغير شكل تلك القارة العظيمة وانقسمت إلى أجزاء مختلفة. كل عصر جلب معه تغييرات جيولوجية وجغرافية أدت إلى تشكل أراضٍ جديدة وتفكك الأراضي القديمة. هذه التغيرات لم تكن عشوائية بالكامل، بل كانت تعبيرًا عن التطور الطبيعي ليآرونثيا وتأثير القوى السحرية والجيولوجية التي تحكم هذا العالم.
الشكل الحالي ليآرونثيا:
على الرغم من أن الشكل الحالي ليآرونثيا ليس دقيقًا، فإنه يعكس حالة من التغير المستمر والانقسام. الأراضي تتغير باستمرار، مما يجعل من الصعب تحديد شكل نهائي وثابت لهذا العالم. يمكن اعتبار الشكل الحالي مجرد حالة أولية، في انتظار المزيد من الاستكشاف والتحديد في المستقبل.
الشكل الكامل ليآرونثيا لم يُحدد بعد، وسيتم تحديده بشكل أكثر دقة مع تقدم المشروع واستمرار استكشاف هذا العالم الخيالي. التغيرات المستمرة في الجغرافيا والأراضي تعكس الطبيعة الديناميكية ليآرونثيا، وتوفر بيئة غنية ومتنوعة للمغامرات والاكتشافات.
يآرونثيا هو عالم حي ومتنفس، يتغير ويتطور مع مرور الزمن، مما يجعله مكانًا فريدًا ومثيرًا للاهتمام. تابعوا المدونة للحصول على آخر التحديثات والمعلومات حول تطورات هذا العالم الخيالي الرائع.
تم التدوين بواسطة: الظل الأسود